آنية الشراب في عهد النبوة :
1- الإبريق:
الإِبريق : إناء وجمعه أباريق ، فارسي معرب.
و قال أبو حنيفة : هو مثل الكوز.
و هو إناء من خزف ، أو معدن له عروة وفم .
وقد أشار القرآن الكريم إلى الأبريق بصيغة الجمع في قوله
تعالى :
{ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ، بِأَكْوَابٍ
وَأَبَارِيقَ } (18/ الواقعة).
أما في السنة المطهرة فلم ترد الإشارة إلى الإِبريق على أنه
من مقتنيات بيوت النبي – صلى الله عليه وسلم – إلا أن بعض الأحاديث أشارت إليه على
أنه من متاع الجنة ونعيمها.
ففي رواية عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ((
قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن وإن فيه من الأباريق كعدد نجوم
السماء )).
2- التور :
(( التَّوْرُ : من الأواني. مذكر ، قيل هو عربي ، و قيل :
دخيل )).
و في كتب الحديث أنه من آنية الشراب ، و هو أحياناً يستخدم
في شؤون الطهارة ، كالوضوء و الغسل ، كما يستخدم في تحضير النبيذ ، وفي النادر
يجعل فيه الطعام ، و هو أيضا من الآنية التي يحمل فيها المال
و يصنع من مواد شتى مثل الحجارة و النحاس ، و أنه ذو أحجام
منهما ما يكون على قدر الصاع تقريباً.
3- الركوة :
(( الرَّكوةُ شبه تور من أدم. و الركوة : إناء من جلد
يُشربُ فيه الماء والجمع ركوات بالتحريك...))
و الركوة تعتبر من أصغر أوعية الماء التي يحملها المسافر.
و من التعريف السابق للركوة ، يظهر أنها إناء مستقيم
الجوانب حيث شبهت بالتور
و التور كما سلف يصنع من مواد صلبة كالحجارة و النحاس
و لا يستبعد كذلك أن الركوة من صناعات مدينة الرسول – صلى
الله عليه وسلم – حيث إنها تتخذ من الجلد و من غير المستبعد كذلك أنها رخيصة
الثمن.
و أنها صغيرة الحجم ، و أنها تستخدم للوضوء في غالب الأحيان
أكثر من استخدامها إناء للشرب
4- العس :
(( العُس ، القدح الضخم.. ، يروي الثلاثة و الأربعة و العدة..
والجمع عساس و عسة )).
و العس ، من جنس الأقداح ومن حيث الترتيب هو أكبرها ويصنع
من الخشب. وربما كان يصنع في المدينة كما يصنع في غيرها حيث إن مادة صناعته الخشب.
و يستخدم لمختلف الأشربة ، كاللبن و الماء و النبيذ كما
يستخدم آنية للوضوء.
5- الغُمَر :
(( قدح صغير )). و قيل الغمر : (( القعب الصغير ، و الغمر
بضم الغين وفتح الميم القدح الصغير ))
و الغمر : (( هو القدح الذي لا يبلغ الري )) بل القعب ،
أصغر الأقداح.
و هو من الأمتعة الشخصية اللازمة للمسافر ، و أن وظيفته
تكاد تكون مقصورة على تناول الماء و ما في حكمه.
و يظهر كذلك أن الغمر صغير الحجم إلى حد أنه لا يروي
الإِنسان. وقد يصنع الغمر من الخشب.
6- القدح :
(( القَدَحُ ، من الآنية بالتحريك : واحد الأقداح التي
للشرب .
قال أبو عبيد : يَروي الرجلين ، و قيل هو اسم يجمع صغارها و
كبارها ، و الجمع أقداح )).
و قيل : القدح ، ما يَروي الاثنين و الثلاثة.
و في رواية أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – دعا بإناء
فأتي بقدح رحراح –
و الرحراح : واسع الفم قريب القعر – فيه شيء من ماء فوضع
أصابعه فيه.
فالقدح في الأساس من آنية الشرب ، فيشرب فيه الماء و النبيذ
و اللبن و غير ذلك.
و قد تدعو الحاجة إلى استخدامه وعاء البول.
كما أنه بعض أدوات الكيل .
و قد يتخذ القدح من الزجاج ( القوارير) كما يتخذ من الخشب
الجيد النوع مثل النضار أو من جذوع النخل مثل قدح العيدان.
7- القعب :
(( القَعْبُ )) : القدح ، و جمعه أقعُبُ و قِعابٌ.
فالقعب من الآنية الصغيرة التي تتخذ للشرب و قد تتخذ لغير
ذلك.
و يصنع القعب من الخشب و يكون مقعر الشكل ويَروي الرجل
الواحد.
8- الكأس :
(( الكأس : الإِناء إذا كان فيه
خمر ، فإذا كان فارغا فهي زجاجة ، فالكأس : الزجاجة ما دام فيها
شراب )) .
الكأس : مؤنثة.. قال الشاعر :
من لم يمت عبطة يمت هرما للموت كأس والمرء ذائقها
|
و جاءت الإشارة إلى الكأس في القرآن الكريم في أكثر من
مناسبة و بصيغة الإِفراد.
فقال تعالى :
{ بِأَكْوَابٍ وَ أَبَارِيقَ وَ كَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ }
(18/ الواقعة).
و قال : { إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ
مِزَاجُهَا كَافُوراً } (5/ الإِنسان).
و قال : { وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا
زَنجَبِيلاً } (17/ الإِنسان).
و قال تعالى : { يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لاَّ لَغْوٌ
فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ } (23/ الطور).
و قال : { وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً، وَكَأْساً دِهَاقاً }
(34/ النبأ).
فقد بين القرآن الكريم أن الكأس إناء من آنية شراب الجنة.
و الكأس مرتبط بالشراب أو الخمر ، لهذا فلا غرابة أن ندرت
الإِشارة إليه في الأحاديث النبوية الشريفة.
9- الكوب :
(( الكوب ، الكوز المستدير الرأس الذي لا أذن له ))
و في تعريف آخر ، فإن الكوب هو : (( الكوز الذي لا عروة له
والجمع أكواب )).
و جاءت الإشارة إلى الكوب في القرآن الكريم بصيغة الجمع في
أكثر من آية
قال تعالى : { يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ
وَأَكْوَابٍ } (71/ الزخرف).
و { يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ،
بِأَكْوَابٍ وَ أَبَارِيقَ } (18/ الواقعة).
و { وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنَيةٍ مِّن فِضَّةٍ وَ أَكْوَابٍ
} (15/ الإِنسان).
و { فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ وَ أَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ }
(14/ الغاشية).
و هكذا يتبين من الآيات السابقة يظهر بوضوح أن الكوب من
آنية الجنة.
و جاءت الإشارة إليه في الحديث النبوي نادرة ، و بصيغة
الجمع و ذلك فيما يتعلق بوصف حوض النبي – صلى الله عليه وسلم – ، فقد جاء عن رسول
الله – صلى الله عليه وسلم – قوله : (( إن حوضي ما بين عدن إلى أيلة. أشد
بياضاً من اللبن ، و أحلى من العسل ، أكاويبه كعدد نجوم السماء )).
الذي يفهم من هذا الحديث أن الكوب من آنية الشراب لاقترانه
بالحوض وصفته.
و الذي يستفاد من صفة الكوب أنه إناء لا مقبض له ( لا أذن
ولا عروة له ).
10- الكوز :
(( الكوب إذا كان بعروة فهو كوز.. و الجمع : كيزان.
و هو من فخار ، و هو أصغر من الإِبريق ، فارسي الأصل )).
و يظهر مما تقدم أن الفرق بين الكوز والكوب هو العروة فإن
كان بعروة فهو كوز وإلا فهو كوب
و هو من الآنية الرخيصة ، الشائعة الاستعمال ، التي ربما
تكون من صناعات المدينة و في متناول الكثير من الناس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق