الأحد، 3 أغسطس 2014

الترادف في اللغة


الترادف في اللغة العربية

 

هناك مقولة شهيرة تؤكد أن اللغة العربية غنية بمترادفاتها ، والحق أن فيها ألفاظاً تتقارب معانيها ولكن لا تتحد تماماً في دلالتها.

 

والترادف لغةً : هو «الردف» وهو ما تبع الشيء ، وكل شيء تبع شيئاً فهو ردفه.

 

والترادف : التتابع ، ومن ذلك قوله ـ تعالى ـ : { بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ } [الأنفال: 9]. ونشير هنا إلى بعض الكلمات التي يشيع استخدامها على أنها مترادفات :

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

الجسم والجسد:

 

الجسم : يطلق على : ما يكون فيه روح وحركة

أما الجسد : فيستعـمل لمـا ليـس فـيـه روح أو حيـاة

وذلك استـناداً لقول الله ـ تعالى ـ : { وَ إذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ} [المنافقون: 4] ، و قوله ـ تعالى ـ : { وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا} [الأعراف: 148].

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

الصَّبُّ والسَّكب:

 

السَّـكب : هـو الـصَّب المتتابع ، و قـد ورد هـذا اللفظ في موضع واحد في القرآن الكريم :

{ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَّسْكُوبٍ} [الواقعة: 30 - 31].

 

أما الصَّبُّ : ففيه القوة و العنف ، مثل قوله - تعالى - : {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} [الفجر: 13] ، و كما في قوله : {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْـحَمِيمِ } [الدخان: 48].

 

وعليه ؛ فاستعمال لفظ «الصب» في العذاب يوحي بظلال أخرى غير التي نحسُّها في لفظ «السكب» ؛ إذ نلاحظ القوة والعنف مع الصب ، والهدوء والسلامة مع السكب.

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

الاستماع والإنصات والإصغاء:

 

الاستـماع :هـو إدراك المسـموع

أمـا الإنصـات : فـهو السكوت بغية الاستماع لشـيء مـا ، وعلـى ذلـك فقـد جمع الله بينهما في قوله : {وَإذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204] ؛ حيث إن الواجب على المسلم الاستماع للقرآن دون حديث أو حركة وذلك هو الإنصات.

 

أما الإصغاء فمعناه لغةً : «الميل» ، و في لسان العرب : «أصغيْتَ إليه» أي ملْتَ برأسك نحوه ، و الإصغاء إذن يكون للسمع وغيره ؛ فإذا مال الإنسان بسمعه قلنا : أصغى سمعه ، وإذا مال بقلبه قلنا : أصغى قلبه ، و من ذلك في القرآن : {إن تَتُوبَا إلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] ، وكما في قوله ـ تعالى ـ : { وَ لِتَصْغَى إلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ } [الأنعام: 113] .

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

الغيث والمطر:

 

في القرآن الكريم نجد أن الماء النازل من السماء يُذكر باسمه ، والغيث والغوث هو العون و المساعدة كما في قوله : { ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ }

[ يوسف : 49]، كما أن مادة «غيث» تأتي بمعنى : الماء المغيث الذي يسقي الناس والزرع ؛ كما في قوله ـ تعالى ـ : { إنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ } [لقمان: 34]

 

أما المطر فقد ورد في القرآن الكريم سواء جاء اسماً أو فعلاً في خمسة عشر موضعاً ؛ منها. أربعة عشر في العذاب و العقاب صراحة ، منها: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ} [الشعراء: 173]، وقوله ـ تعالى ـ: {وَ لَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ} [الفرقان: 40].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هل ( يارا ) مرعب ؟

تعرف على ( يا را ) 1- ظهور فيروس ( يارا ) الغامض في البرازيل عقب إعلان حالة الطوارئ في العالم بسبب فيروس كورونا تسبب في حالة من القلق ...