الجمعة، 22 أغسطس 2014

معاني : التباب

{ تَبَّتْ يَدَا أبِي لَهَبٍ }
تبت :
1- عن قتادة : التبّ والتباب : الخسران ، المفضي إلى الهلاك لقوله تعالى
فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ ٱلَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَآءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ }[هود: 101]
أي تخسير بدليل أنه قال في موضع آخر
كما جاء في معناه في قصة صالح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. قوله تعالى : { فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ } هود : 63
2- و التباب: الهلاك  لقوله تعالى في سورة غافر37
   وَكَـذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوۤءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَ مَا كَـيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ ( أي : هلاك )   
3-  عن عطاء : تََبَّتْ أي غلبت لأنه كان يعتقد أن يده هي العليا وأنه يخرج محمدا من مكة ويذله ويغلب عليه
4- و قيل : تََبَّتْ : ضلّت  
5- عن ابن وثاب ؛ تََبَّتْ : صفرت فلأن يده خلت من كل خير
6- و قيل : تََبَّتْ : خابت

{ تبت } في الماضي أي : إنها خابت وخسرت غاية الخسارة ، وهي المؤدية إلى الهلاك لأنه لا نجاة إلا نجاة الآخرة.

افتتاح السورة بالتبات مشعر بأنها نزلت للتوبيخ و الوعيد ، فذلك براعة استهلال كقوله تعالى " ويل للمطففين "

موقف زاخر بالعبر : من أسباب نزول سورة " المسد "



روي أنه ( عليه السلام ) لما دعا أبا لهب إلى الإسلام نهاراً فأبى ، ذهب إلى داره ليلا مستناً بسنة نوح ليدعوه ليلاً كما دعاه نهاراً ، فلما دخل عليه قال له عمه أبو لهب : جئتني معتذراً ، فجلس النبي ( عليه السلام ) أمامه كالمحتاج ، و جعل يدعوه إلى الإسلام و قال : إن كان يمنعك من قبول دعوة الإسلام العار بأن يعيرك الناس أنك اتبعت ابن أخيك ، فأجبني في هذا الوقت و أكتم عنك ، فقال : لا  أومن بك حتى يؤمن بك هذا الجدي ، فقال عليه الصلاة و السلام للجدي : من أنا ؟ فقال الجدْي : أنت رسول الله : و أطلق الجدْي لسانه يثني عليه ، فاستولى الحسد على أبي لهب ، فأخذ يدي الجدْي و مزقه و قال : تباً لك ، أثر فيك سحر محمد ، فقال الجدي : بل تباً لك أنت " فنزلت السورة على وفق ذلك : تبت يدا أبى لهب لتمزيقه يدي الجدي

الأربعاء، 20 أغسطس 2014

دلالة الفعل " بات "

قال الحريري في درة الغواص : " يتوهم البعض أن معنى بات فلان أي نام ، و ليس كذلك ، بل معنى بات : أظله المبيت وأجنه الليل ، سواء نام أم لم ينم .
يدل على ذلك قوله تعالى : " والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما "

قصة قصيدة ( من روائع التراث العربي )



(قصة قصيدة)
لمّا حجّ هشام بن عبد الملك في أيّام أبيه عبد الملك ، طاف بالبيت الحرام ، وجهد أنْ يصل إلى الحجر الأسود ليستلمه فلم يقدر على ذلك لكثرة الزحام ، فَنُصب له كرسي و جلس عليه ينظر إلى الناس ومعه جماعة من أعيان الشام ، فبينما هو كذلك إذ أقبل الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب فطاف بالبيت ، فلمّا انتهى إلى الحجر الأسود تنحّى له الناس حتّى استلم الحجر، فقال رجل من أهل الشام لهشام بن عبد الملك : مَن هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة ؟ فقال هشام : لا أعرفه ، مخافة أنْ يرغب فيه أهل الشام.
و كان الشاعر العربي المسلم المعروف الفرزدق حاضراً في ذلك الموقف ، فقال بقوّة و اعتداد أنا أعرفه ، ثم اندفع بهذه القصيدة المشهورة :

هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ  ،   وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ
هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ       ،   هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ
هذا ابنُ فاطمَةٍ ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ ،     بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا
وَلَيْسَ قَوْلُكَ:مَن هذا؟ بضَائرِه ، العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ
كِلْتا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفعُهُمَا    ،   يُسْتَوْكَفانِ ، وَ لا يَعرُوهُما عَدَمُ
سَهْلُ الخَلِيقَةِ ،لا تُخشى بَوَادِرُهُ ، يَزِينُهُ اثنانِ: حُسنُ الخَلقِ وَالشّيمُ
حَمّالُ أثقالِ أقوَامٍ ، إذا افتُدِحُوا  ،   حُلوُ الشّمائلِ، تَحلُو عندَهُ نَعَمُ
ما قال : لا قطُّ ، إلاّ في تَشَهُّدِهِ    ،     لَوْلا التّشَهّدُ كانَتْ لاءَهُ نَعَمُ
عَمَّ البَرِيّةَ بالإحسانِ ، فانْقَشَعَتْ  ، عَنْها الغَياهِبُ والإمْلاقُ والعَدَمُ
إذ رَأتْهُ قُرَيْشٌ قال قائِلُها :      ،   إلى مَكَارِمِ هذا يَنْتَهِي الكَرَمُ
يُغْضِي حَياءً ، وَيُغضَى من مَهابَتِه ،    فَمَا يُكَلَّمُ إلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ
بِكَفّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌ    ،    من كَفّ أرْوَعَ ، في عِرْنِينِهِ شمَمُ
يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرْفانَ رَاحَتِهِ  ،    رُكْنُ الحَطِيمِ إذا ما جَاءَ يَستَلِمُ
الله شَرّفَهُ قِدْماً ، وَعَظّمَهُ       ،     جَرَى بِذاكَ لَهُ في لَوْحِهِ القَلَمُ
أيُّ الخَلائِقِ لَيْسَتْ في رِقَابِهِمُ      ،     لأوّلِيّةِ هَذا ، أوْ لَهُ نِعمُ
مَن يَشكُرِ الله يَشكُرْ أوّلِيّةَ ذا    ؛     فالدِّينُ مِن بَيتِ هذا نَالَهُ الأُمَمُ
يُنمى إلى ذُرْوَةِ الدّينِ التي قَصُرَتْ        ،      عَنها الأكفُّ،وعن إدراكِها القَدَمُ
مَنْ جَدُّهُ دان فَضْلُ الأنْبِياءِ لَهُ      ؛    وَ فَضْلُ أُمّتِهِ دانَتْ لَهُ الأُمَمُ
مُشْتَقّةٌ مِنْ رَسُولِ الله نَبْعَتُهُ     ،     طَابَتْ مَغارِسُهُ والخِيمُ وَالشّيَمُ
يَنْشَقّ ثَوْبُ الدّجَى عن نورِ غرّتِهِ         ،      كالشمس تَنجابُ عن إشرَاقِها الظُّلَمُ
من مَعشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ ، وَ بُغْضُهُمُ         ،      كُفْرٌ ، وَ قُرْبُهُمُ مَنجىً وَمُعتَصَمُ
مُقَدَّمٌ بعد ذِكْرِ الله ذِكْرُهُمُ      ،  في كلّ بَدْءٍ ، و َمَختومٌ به الكَلِمُ
إنْ عُدّ أهْلُ التّقَى كانوا أئِمّتَهمْ         ،  أوْ قيل : «مَن خيرُ أهل الأرْض؟» قيل: هم
لا يَستَطيعُ جَوَادٌ بَعدَ جُودِهِمُ  ،   وَ لا يُدانِيهِمُ قَوْمٌ ، وَ إنْ كَرُمُوا
هُمُ الغُيُوثُ ، إذا ما أزْمَةٌ أزَمَتْ        ،     وَ الأُسدُ أُسدُ الشّرَى ، وَ البأسُ محتدمُ
لا يُنقِصُ العُسرُ بَسطاً من أكُفّهِمُ      ؛     سِيّانِ ذلك : إن أثَرَوْا وَإنْ عَدِمُوا
يُستدْفَعُ الشرُّ وَ البَلْوَى بحُبّهِمُ  ،  وَ يُسْتَرَبّ بِهِ الإحْسَانُ وَالنِّعَمُ

امرأة تغلب الحجاج " قصة من روائع التراث العربي "



امرأة تغلب الحجاج بن يوسف الثقفي

قصة هند بنت النعمان مع الحجاج بن يوسف الثقفي ، والخليفة عبد الملك بن مروان
دروس في الذكاء والدهاء وكيد النساء

  على عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، كان الحجاج بن يوسف الثقفي أحد ولاته على الشام ، وكان الحجاج لا يرد له طلب سواء بالقوة أم بالرضى، فتزوج من امرأة اسمها هند، يحكى أنها كانت أجمل نساء زمانها قلبا وقالبا ودهاء وفطنة، رغما عنها وعن أبويها، وبعد مرور سنة على هذا الزواج غير المبارك، جلست هند أمام المرآة تستعرض جمالها أمام نفسها وتندب حظها وهي تقول:

وما هندُ إلا مُهْرةٌ عربيةٌ... سليلةُ أفراسٍ تحللها بغل
فإن أتاها مُهْر فلله درُّها... وإن أتاها بغل فمن ذلك البغل

و قيل : إنها قالت:

لله درّي مُهـــرةُ عربيـــــة...عُمِيت بليل إذ تَفخذها بغلُ
فإن ولدت مهراً فلله درها...وإن ولدت بغلا فقد جاد به البغل ُ

وقيل إنها تعمدت قول هذين البيتين متجاهلة أنها رأت الحجاج خلفها في المرآة، فقط ليطلقها وتتخلص منه
فسمعها الحجاج وغضب من قولها غضبا شديدا، فذهب إلى خادمه وقال له: اذهب إلى هند وبلغها أني طلقتها في كلمتين فقط ، لو زدت ثالثة قطعت لسانك ، وأعطها هذه العشرين ألف دينار، فذهب إليها الخادم فقال: لها :
" كُنْتِ ، فَبِنْتِ "
يعني كنت زوجته وأصبحت طليقته
ولكنها كانت أفصح من الخادم فقالت

كنا فما فرحنا ... فَبِنَّا فما حزنا

وقالت خذ هذة العشرين ألف دينار لك بالبشرى التي جئت بها

وقيل إنها بعد طلاقها من الحجاج لم يجرؤ أحد على خطبتها وهي لم تقبل بمن هو أقل من الحجاج
فأغرت بعض الشعراء بالمال فامتدحوها وامتدحوا جمالها عند الخليفة عبد الملك بن مروان فأعجب بها وطلب الزواج منها
وأرسل إلى عامله على الحجاز ليَخْبُرها له ..أي يصفها له ، فأرسل إليه يقول: إنها لا عيب فيها ، غير أنها عظيمة الثديين

فقال عبد الملك بن مروان :
  " و ما عيب عظيمة الثديين ، تدفىء الضجيع..و تشبع الرضيع "

فأرسلت إليه كتابا تقول فيه "بعد الثناء على الله والصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، اعلم يا أمير المؤمنين : أن الكلب ولغ في الإناء ، فلما قرأ الخليفة عبد الملك بن مروان كتابها ، ضحك من قولها وكتب إليها قوله صلى الله عليه و سلم  " إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعا إحداهن بالتراب " فلما قرأت كتابه   لم يمكنها المخالفة وكتبت إليه تقول : " بعد الثناء على الله والصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، فإني لا أجري العقد إلا بشرط ، فإن قلت : ما الشرط ؟ أقول : أن يقود الحجاج محملي إلى بلدك التي أنت فيها و يكون حافي القدمين بلباسه الذي كان يلبسه قبل أن يصبح واليا " فلما قرأ الملك عبد الملك بن مروان الرسالة وافق على ذلك وأرسل إلى الحجاج يأمره بذلك ، فلم يستطع الحجاج الرفض ، و ذهب إلى بيت هند بنت النعمان و طلب منها أن تتجهز ففعلت ، فلما ركبت المحمل و ركب حولها جواريها و خدمها ترجل الحجاج و هو حافي القدمين و أخذ بزمام البعير يقوده و سار بها !! فصارت تسخر منه و تضحك مع خدمها و جواريها ثم قالت : لبناتها اكشفي لي ستارة المحمل فكشفنها حتى قابل وجهها وجه الحجاج فضحكت منه ، فأنشد هذا البيت

فإن تضحكي يا هند ، رب ليلة ... تركتك فيها تسهرين نواحا

فأجابتة بهذين البيتين

و ما نبالي إذا أرواحنا سلمت... مما فقدناه من مال ومن نسب
المال مكتسب والعز مرتجع.... إذا شفي المرء من داء ومن عطب

فبينما الحجاج يسوق الراحلة إذا بها تُسْقط من يدها ديناراً متعمدة ذلك ، فقالت للحجاج : يا جمّال لقد وقع مني درهم فأعطنيه
فأخذه الحجاج و قال لها : إنه دينار و ليس درهماً

فنظرت إليه و قالت : الحمد لله الذي أبدلني بدل الدرهم دينارا .

ففهمها الحجاج و أسرها في نفسه ، أي أنها تزوجت خيرا منه
و عند وصولهم تأخر الحجاج في الإسطبل و الناس يتجهزون للوليمة فأرسل إليه الخليفة ليطلب حضوره
فرد عليه نحن قوم لا نأكل فضلات بعضنا ، أو قال : ربتني أمي على ألا آكل فضلات الرجال
ففهم الخليفة قصده و أمر أن تدخل زوجته بأحد القصور ، و لم يقربها إلا أنه كان يزورها كل يوم بعد صلاة العصر
فعلمت هي بسبب عدم دخوله بها ، فاحتالت لذلك و أمرت الجواري أن يخبروها بقدومه لأنها أرسلت إليه في أمر ما
فلما رأته تعمدت قطع عقد اللؤلؤ، و رفعت ثوبها لتجمع فيه اللآلىء
فلما رآها عبد الملك...أثارته روعتها و حسن جمالها و ندم لعدم دخوله بها لكلمة قالها الحجاج و هي : ربتني أمي على ألا آكل فضلات الرجال
فقالت : و هي تنظم حبات اللؤلؤ....سبحان الله
فقال : عبد الملك مستفهما : لم تسبحين الله ؟
فقالت : إن هذا اللؤلؤ خلقه الله لزينة الملوك .
قال : نعم
قالت : و لكن شاءت حكمته ألا يستطيع ثقبه إلا الغجر .
فقال : متهللا . نعم و الله..صدقت ، قبح الله من لامني فيك ، و دخل بها من يومه هذا
فغلب كيدها كيد الحجاج

هل ( يارا ) مرعب ؟

تعرف على ( يا را ) 1- ظهور فيروس ( يارا ) الغامض في البرازيل عقب إعلان حالة الطوارئ في العالم بسبب فيروس كورونا تسبب في حالة من القلق ...