الخميس، 7 أغسطس 2014

آنية الطعام على عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم –


آنية الطعام على عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم –


يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنواع. حسب استخدامها.

النوع الأول : ما يطبخ فيها الطعام

النوع الثاني : ما يقدم فيه الطعام

النوع الثالث : فهو نوع من الآنية تقدم أو تحفظ فيه الأطعمة الباردة أو الجافة مثل : التمور أو الفواكه.


النوع الأول : آنية الطبخ :

1- البرمة : هي قدر من حجارة. والجمع بُرَمٌ وبِرامٌ

2 – القدر : و هي مؤنثة عند العرب ، وإذا صغرت قيل لها : قديرة وقدير بالتاء المربوطة و بغيرها.

و الإشارة إلى القدر في كتب الحديث كثيرة جداً حتى يخيل إلى المرء بأن القدر ليس شيئاً مخصوصاً بعينه بل يكاد يكون كل ما يطبخ فيه فهو قدر.

3- المرجل:

(( المرجل : القدر من الحجارة والنحاس.. وقيل هو قدر النحاس خاصة. وقيل هي كل ما طبخ فيها من قدر وغيرها.

وما دام يصنع من النحاس فلابد أن يكون ثمنه مرتفعاً.

ولكن يبدو أنه لم يكن واسع الانتشار ربما لندرته ، خاصة أنه كان يصنع من النحاس.

 

النوع الثاني: ما يقدم فيه الطعام:

 

1- الجام:

(( الجام: إناء من فضة ، ويجمع على أجوم )).

نظراً لأن الجام من فضة أنه محلى أيضاً بشيء من الذهب فقد جاء ثمنه كبيراً، حيث ورد في أحد المصادر أن ثمن ذلك الجام ألف درهم.

مهما يكن الأمر فإن الذي لا شك فيه أن الجام أو هذا الإناء الفضي لم يكن من مقتنيات بيوت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كما وأنه من المستبعد أن يكون من مقتنيات أصحابه، حيث إننا نعرف موقف الدين والرسول – صلى الله عليه وسلم – من آنية الذهب والفضة.

2- الجفنة:

(( الجفنة معروفة ، أعظم ما يكون القصاع ، والجمع جفان)) (( وقصاع العرب من خشب )).

و الجفنة من الأواني المستخدمة في بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وبيوت أصحابه ، وأنه ربما استخدمت لأغراض شتى ، وأنه منها الصغير والكبير.

3- سكرجة:

سُكُرّجَةً... هي بضم السين والكاف والراء والتشديد، إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأدم ، وهي فارسية. ويظهر كذلك أنها من الآنية الثمينة.

ويظهر أن السكرجة ذات أحجام مختلفة فكما أنها تستخدم آنية الطعام تستخدم ذات الأحجام الصغيرة منها في مكاييل الأطباء وأوزانهم.

و يبدو أن السكرجة لم تكن من الآنية الشائعة الاستعمال ، وإن كانت معروفة على عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولعل عدم استعمالها في بيوته يعود إلى ارتفاع ثمنها

والرسول (عليه الصلاة والسلام) من أبعد الناس عن الكلف بالدنيا وبهرجها

4- الصحفة:

(( الصحفة : كالقصعة ، و هي تشبع الخمسة ونحوهم و الجمع صحاف )).

وجاءت الإشارة إلى الصحفة في القرآن الكريم بصيغة الجمع ، فقال تعالى :

{ يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ } (43/ الزخرف).

ولابد أن الصحفة تأتي على أحجام مختلفة ، فقيل إنها تشبع الخمسة كما سبق. وقيل أيضاً أنها تشبع الواحد.

و كان عند الخليفة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – تسع صحاف فلا تكون فاكهة ولا طريفة إلا جعل منها في تلك الصحاف فبعث بها إلى أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم –.

وأخيراً فإن الذي يمكن استنتاجه مما تقدم بأن الصحفة تتخذ من الخشب وأنها ذات استخدامات كثيرة، فهي مرة للطعام ومرة لعجن العجين ومرة للغسل والوضوء ونحو ذلك.

وهذه الاستخدامات الكثيرة للإناء الواحد ربما تعكس حقيقة مهمة وهي قلة الآنية المتداولة في البيت الواحد في ذلك الحين ، إما لزهد في الدنيا ومتاعها أو ربما لقلة ذات اليد.

والذي لا خلاف فيه أن الصحفة كانت من الآنية المتداولة في بيوت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وبيوت صحابته الكرام.

 

5- القصعة:

(( القصعة : تشبع العشرة ، و الجمع قصاع و قصع ))

و في تعريف آخر ((القصعة)) هي الصحفة والجمع قصعات.

و يظهر أن القصعة تصنع من الخشب ، والقصعة معروفة على زمن النبي – صلى الله عليه وسلم – وزمن صحابته الكرام.

و يبدو أن بعض القصاع كبيرة جداً لدرجة أن يحملها أربعة رجال. ففي رواية لعبد الله بن بسر يقول فيها :

كان للنبي – صلى الله عليه وسلم – قصعة يقال لها الغراء يحملها أربعة رجال.

وفي بعض الأحيان يختلط اسم القصعة مع الصحفة ، ففي رواية عن أنس – رضي الله عنه – قال فيها :

أهدي بعض أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – قصعة فيها ثريد وهو في بيت بعض أزواجه فضربت القصعة فانكسرت فجعل النبي – صلى الله عليه وسلم – يأخذ الثريد فيرده في الصحفة ، وهو يقول : كلوا غارت أمكم. ثم انتظر حتى جاءت بقصعة صحيحة فأخذها فأعطاها صاحبة القصعة المكسورة.

 

والذي يستنتجه الباحث من الروايات السابقة هو أن الصحفة والجفنة والقصعة ربما كانت تصنع من أصل واحد وهو الخشب ، وأنها متقاربة الشكل ولكنها تختلف في الحجم ، ولهذا جاءت التسمية مختلفة لاختلاف الأحجام لا اختلاف الجوهر.

جاء عند الثعالبي في ترتيب القصاع :

الصحفة : تشبع الرجل ، و القصعة تشبع السبعة إلى العشرة ، و الجفنة و هي أكبرها : يشبع ما فوق العشرة.


النوع الثالث: ما تقدم فيه بعض الثمار:

 

1- الطباق :

(( الطبق غطاء كل شيء... و الطبق الذي يؤكل عليه أو فيه والجمع أطباق )).

و الطبق مثله مثل بقية الآنية كالصحفة والجفنة والقصعة، قد يستخدم لأغراض شتى غير الطعام

و ربما استخدم الطبق مكان الدف فقد جاء عن السائب بن يزيد قوله : إن امرأة جاءت إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال : ((يا عائشة أتعرفين هذه ؟)) قالت : لا ، يا نبي الله. فقال : (( هذه قينة بنى فلان. تحبين أن تغنيك ؟ )) قالت : نعم. فأعطاها طبقاً فغنتها.

والذي يفهم مما تقدم أن الطبق هو الذي يؤكل فيه أو عليه الطعام ، وخاصة بعض الأطعمة الجافة كالتمر أو الجراد ونحوه.

وربما استخدم الطبق في حالات خاصة للكتابة أو كأداة مصاحبة للغناء (الدف) ، ومن المحتمل أن الطبق يتخذ من سعف النخل ، أما الطبق الذي استخدم مصاحباً للغناء فقد يكون مصنوعاً من المعدن حتى يكون له صوتاً ظاهراً.

2- القناع:

القِنْعُ والقِناعُ : الطبق من عسب النخل يوضع فيه الطعام ، والجمع أقْناعٌ وأقْنِعةٌ..

قال : القنع والقناع الطبق الذي يؤكل عليه الطعام ، وقال غيره ويجعل فيه الفاكهة

و قيل : القناع طبق الرطب خاصة

و في تعريف آخر ، (( القناع ، الطبق من عسب النخل وكذلك القنع )).

و يتضح أن القنع أو القناع يختلف عن الصحفة و الجفنة و القصعة.. فالأواني الثلاثة الأخيرة تصنع من الخشب ، و في غالب الأحوال تستخدم في تقديم الطعام الحار بالإضافة إلى بعض الاستخدامات الأخرى أما الطبق فهو يصنع في الغالب من عسب النخل ، ويستخدم في تقديم التمر أو الفاكهة وما في حكمها.. أي يستخدم في تقديم الطعام البارد.

و يتضح أن القناع طبق يصنع من عسب النخل كان موجوداً بكثرة في عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأنه يستخدم في تقديم الخضار والفواكه و التمور وما في حكمها ، فهو من الآنية التي تستخدم لأنواع خاصة من الأطعمة.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هل ( يارا ) مرعب ؟

تعرف على ( يا را ) 1- ظهور فيروس ( يارا ) الغامض في البرازيل عقب إعلان حالة الطوارئ في العالم بسبب فيروس كورونا تسبب في حالة من القلق ...